الحمد
لله رب العالمين وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء وإمام المرسلين سيدنا
ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين والتابعين
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد.
فإن نعم الله علينا
لاتزال تترى فهو ينعم علينا بالليل والنهار فالواجب علينا أن نتوجه بالشكر
الجزيل لخالقنا المتفضل علينا بجميع النعم ظاهرها وباطنها وأن نبتعد عن
الجزع والتسخط وأن نشتغل بما لدينا من النعم ولانلقي بالا للنعم التي سلبت
منا فإنه فضل الله يؤته من يشاء وهكذا اقتضت حكمة الله في توزيع الأرزاق أن
جعل في الناس مؤمنهم وكافرهم برهم وفاجرهم غنيهم وفقيرهم عالمهم وجاهلهم
فجل سبحانه ماأحكمه وماأقدم سلطانه وماأعظمه.
إن عوامل النهضة والتطور
الذي نعيشه اليوم يستوجب منا الشكر لله تعالى والشكر لايكون باللسان فقط
وإنما بالعمل أيضا فمن شكر النعم أن يمتثل فيها أمر المنعم والمتفضل بها
وأن لايستعان بها على معاصيه ومخالفة أوامره وانتهاك حرماته ومما أود
التحدث عنه بشيء من التفصيل هو الإنترنت نعم هذا الجهاز الذي هو سلاح ذو
حدين من أحسن استعماله نال من الخير الكثير ومن أساء استعماله فهو على شر
عظيم نسأل الله السلامة والعافية.
أخوتي
الأعزاء مستخدموا الإنترنت أريد منكم استشعار مقدار النعمة التي تفضل الله
بها عليكم حيث مكنكم من استخدام الإنترنت فهو يعينكم ويسهل عليكم كثيرا من
الأمور في مجال العلم والتجارة والتواصل والدعوة والنصيحة والتعاون على
البر والتقوى وتقديم المساعدات لمن يحتاج إليها بشتى أنواعها ومواكبة العصر
إلى غير ذلك مما هو مفيد ونافع بالمقابل فهو قد سهل كثيرا من عوامل الشر
والفساد مثل المواقع السيئة التي تعرض الصور والمقاطع الخليعة والأفلام
الهابطة والتعاون على الإثم والعدوان وغرف الشات ناهيك عن تضييع الأوقات
فيما لايعود بالنفع لاعلى الفرد ولاعلى المجتمعات فلنحذر من أن نستبدل الذي
هو أدنى بالذي هو خير .
وأتمنى من جميع القادرين على دخول الإنترنت أن يحرصوا على عدة أمور تعينهم بإذن الله على الاستخدام الأمثل له :
أولا: حدد الهدف الذي تريده من دخولك إلى الإنترنت
ثانيا:عليك أن تنمي المراقبة الذاتية القائمة على مخافة الله تعالى
ثالثا:لاتبقى وحدك في مكان مغلق بل اجعل الجهاز في مكان الجلوس في البيت ومواجها للباب
رابعا:لاتتساهل بالدخول إلى غرف الشات أو المواقع السيئة
خامسا:لاتقم بفتح رسائل البريد الإلكتروني المجهولة المصدر
سادسا:إذا
قدر الله وابتليت بالدخول إلى أحد المواقع السيئة أو نحو ذلك فانتبه أن
تكون مدعاة للشر وإياك أن تعين أحدا على الفساد بل عليك بجعل هذه المخالفة
بينك وبين الله مع العزم على التوبة والإكثار من الاستغفار
سابعا:إذا
رأيت أحد إخوانك المسلمين مبتلى ببعض المحاذير الشرعية مع الإنترنت فلا
تبخل بتقديم النصيحة له لعل الله أن يهديه فيكون ذلك في موازيين حسناتك.
هذه بعض النصائح التي
يسر الله ذكرها وأسأل المولى العلي القدير أن يعيننا وإياكم على طاعته وأن
يجعلنا وإياكم مباركين أينما كنا وممن يستمعون القول فيتبعون أحنه.
الرئيسية 
