شبابيك
السلام عليكم ورحمة الله وبكراته

احبتنا زوار الموقع الكرام نود اعلامكم جميعا بان المنتدى مفتوحاً للجميع لذلك فلا تبخلوا علينا بزيارتكم والتصفح ولو بالقراءة والدعاء

لا نريد ان نجبركم على التسجيل للتصفح نريدكم فقط ان استفدتم شيئاً من الموقع بان تدعو من قلبك لصاحب الموضوع والعاملين بالموقع

ودمتم بحفظ الله ورعايته

"خير الناس أنفعهم للناس"

ايميل الادارة : Aziz4des

ABO_ABO615@YAHOO.COM
شبابيك
السلام عليكم ورحمة الله وبكراته

احبتنا زوار الموقع الكرام نود اعلامكم جميعا بان المنتدى مفتوحاً للجميع لذلك فلا تبخلوا علينا بزيارتكم والتصفح ولو بالقراءة والدعاء

لا نريد ان نجبركم على التسجيل للتصفح نريدكم فقط ان استفدتم شيئاً من الموقع بان تدعو من قلبك لصاحب الموضوع والعاملين بالموقع

ودمتم بحفظ الله ورعايته

"خير الناس أنفعهم للناس"

ايميل الادارة : Aziz4des

ABO_ABO615@YAHOO.COM
شبابيك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبابيك


 
الرئيسيةالرئيسية  الــبــوابــةالــبــوابــة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 [ شخصيات اسلاميه ]]

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
kamel48
عضو جديد
عضو جديد
kamel48


كلمتك للاعضاء : حٍّيَآكَمً آللهٍَ فْيَ آلمنتدى
ذكر
عدد المساهمات : 90
تاريخ التسجيل : 08/04/2011

[ شخصيات اسلاميه ]] Empty
مُساهمةموضوع: [ شخصيات اسلاميه ]]   [ شخصيات اسلاميه ]] Emptyالأحد أبريل 10, 2011 1:00 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

الاخوان والاخوات
الحقيقه خطرت لي فكره او موضوع وهي عباره عن ادراج سيرة ذاتيه او بعض المعلومات عن حياة شخصيه اسلاميه كان له او لها اثرا في خدمة ديننا الحنيف سواء كانت الشخصيه من تاريخنا المعاصر او من التاريخ القديم او من عصر الصحابه والتابعين

والغرض منها هو التعرف على سيرة ابائنا واجدادنا وما حققوه من امجاد وانتصارات في شتى الميادين
لعل وعسى ان يكونوا لنا نبراسا وقدوه نقتدي بهم ونحذوا حذوهم.

ملاحظه: سوف اقوم بادراج هذه الشخصيات من حين لاخر ومن اراد من الاعضاء ان يشارك او يدلي بدلوه فله ذلك.
اتمنى ان تلاقي هذه الفكره استحسانكم وتحوز على رضاكم
ولكم جزيل الشكر

فهارس الاسماء او الشخصيات التي ذكرت كالتالي:



1) نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه
2) السلطان محمد الفاتح
3) امنا خديجة بنت خويلد
4) مالك بن أنس
5) سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمة الله عليه
6) الفاروق عمر بن الخطاب
7) فاطمة الزهراء
Cool ابو هريرة
9) خالد بن الوليد سيف الله المسلول
10) عن حياة ابو بكر الصديق
11) أم حبيبة .. بنت أبي سفيان
12) فضيلة الشيخ عبدالله بن زيد المحمود
13) العالم المسلم ابن سينا
14) سـعد بن ابي وقـاص
15) ابوبكر الرازي
16) سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي
17) الامام احمد بن حنبل
18) صلاح الدين الايوبي
19) محمد بن موسى الخوارزمي القطربلي
20) فضيلة الدكتور يوسف بن عبدالله القرضاوي
21) ابن الطفيل - حي بن يقظان
22) الامام الشافعي
23) طارق بن زياد
24) الشيخ الشعراوي
25) أبو حنيفة.. الإمام الأعظم
26) الشيخ / عبد الحميد كشك
27) حمزة بن عبد المطلب عم الرسول
28) الشيخ احمد ديدات ( الذي بكى لموته القساوسه
29) ميمونة بنت الحارث
30) أبو الأعلى المودودي.. داعية فوق السحاب
31) الإمام الطبري

الفهرس الثاني

32) الحجاج بن يوسف الثقفي
33) الإمام النّووي
34) الشيخ محمد عبدالوهاب
35) ام حبيبة – أم المؤمنين رملة بنت أبى سفيان
36) الامام الترمذي
37) ابن الهيثم
38) العلامه محمد بن ناصر الدين الالباني
39) العلامه بن كثير
40) جويرية بنت الحارث
41) ابن خلدون .. سيره ومسيره
42) مارية القبطية
43) محمد اقبال
44) أبو أيوب الأنصارى
45) عبدالله بن المبارك
46) عباس محمود العقاد
47) عبادة بن الصامت
48) الامام حسن البنا .. مؤسس جماعة الاخوان المسلمين

الفهرس الثالث

49) ابن بطوطه
50) ابن ماجه
51) الزهراوي
52) الامام سيد قطب
53) القزويني
54) عمر المختار
55) الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود
56) الشيخ محمد الغزالي
57) ابن الروميه
58) الشيخ مقبل الوادعي
59) يعقوب الكندي
60) ابن القيم الجوزيه
61) ابو القاسم المجريطي
62) الامام البخاري
63) مالكوم اكس/ مالك شباز
64) عمر الخيام
65) الامام مسلم

الفهرس الرابع

66) ابن ربن الطبري
67) العلاّمة محمد بن صالح العثيمين
68) ابن مأسوية
69 ) الفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــارابي
70 )) القمري
71) ابن النفيس
72) العددي: وهو أبو العباس أحمد بن محمد العددي.
73) ابن رشـــــــــــــــــــــــــــــــد
74 )) أبو الفضل الحارثي
75) الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي
76 ))ابن دينار
77) ابنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء زهر
78 )) أبو القاسم الأنطاكى
79) ابن سيرين.. رائد تفسير الأحلام
80 ))ابن صغير


الفهرس الخامس

81 )) ابن الصلاح
82) الدكتور عمر عبدالكافي
83 )) أبو عثمان الدمشقي
84) الشيخ عبد المجيد الزنداني
85 )) أبو عثمان الدمشقي
86) ابو ادريس الخولاني
87 )) ابن الصوري
ابن الجوزي.. والغوص في كل العلوم
88 )) أبو الحكم الدمشقي
89) عبد الرحمن الداخل.. صقر قريش
90 )) أبو الفضل جعفر المتوكل على الله
91) محمود شكري الألوسي
92 )) أحمد حسن زويل
93) الدكتور زغلول النجار
94) سيبويه
95 )) البوزجَاني

1) بسم الله وعلى بركة الله

البدايه سوف تكون مع سيد الانام وخير خلق الله نبينا محمد صلوات ا لله وسلامه عليه وهي نبذه مختصره عنه ومهما كتبنا وقلنا عنه فان اللسان يعجز عن ان يوفيه حقه


. ما هو نسب النبي صلى الله عليه وسلم؟
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نذار بن معد بن عدنان . إلى هنا معلوم الصحة . وما فوق عدنان مختلف فيه . ولا خلاف أن عدنان من ولد إسماعيل وإسماعيل هو الذبيح على القول الصواب . والقول بأنه إسحاق باطل . ولا خلاف أنه صلى الله عليه وسلم ولد بمكة عام الفيل . وكانت وقعة الفيل تقدمة قدمها الله لنبيه وبيته وإلا فأهل الفيل نصارى أهل كتاب دينهم خير من دين أهل مكة . لأنهم عباد أوثان . فنصرهم الله نصرا لا صنع للبشر فيه تقدمة للنبي الذي أخرجته قريش من مكة . وتعظيما للبلد الحرام.


2. أمه وجداته من قبل أمه
قال ابن هشام فولد عبد الله بن عبد المطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيد ولد آدم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، صلوات الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى آله . وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر . وأمها : برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر . وأم برة أم حبيب بنت أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر . وأم أم حبيب برة بنت عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر . قال ابن هشام : فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشرف ولد آدم حسبا ، وأفضلهم نسبا من قبل أبيه وأمه صلى الله عليه وسلم .


3. ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق : ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول عام الفيل.

4. نبوته صلى الله عليه وسلم
فلما كمل له أربعون أشرق عليه نور النبوة وأكرمه الله تعالى برسالته وبعثه إلى خلقه واختصه بكرامته وجعله أمينه بينه وبين عباده . ولا خلاف أن مبعثه صلى الله عليه وسلم كان يوم الاثنين واختلف في شهر المبعث . فقيل لثمان مضين من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين من عام الفيل هذا قول الأكثرين وقيل بل كان ذلك في رمضان واحتج هؤلاء بقوله تعالى : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن البقرة 185 ] قالوا : أول ما أكرمه الله 76 تعالى بنبوته أنزل عليه القرآن وإلى هذا ذهب جماعة منهم يحيى الصرصري حيث يقول في نونيته وأتت عليه أربعون فأشرقت شمس النبوة منه في رمضان والأولون قالوا : إنما كان إنزال القرآن في رمضان جملة واحدة في ليلة القدر إلى بيت العزة ثم أنزل منجما بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة . وقالت طائفة أنزل فيه القرآن أي في شأنه وتعظيمه وفرض صومه . وقيل كان ابتداء المبعث في شهر رجب .

5. متى بعث رسول الله ؟
ذكر ابن إسحاق أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث على رأس أربعين من مولده عليه السلام وهذا مروي عن ابن عباس ، وجبير بن مطعم وقباث بن أشيم وعطاء وسعيد بن المسيب ، وأنس بن مالك وهو صحيح عند أهل السير والعلم بالأثر وقد روي أنه نبئ لأربعين وشهرين من مولده وقيل لقباث بن أشيم من أكبر أنت أم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقال رسول الله أكبر مني ، وأنا أسن منه وولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفيل ووقفت بي أمي على روث الفيل ويروى : خزق الطير فرأيته أخضر محيلا ، أي قد أتى عليه حول وفي غير رواية البكائي من هذا الكتاب أن رسول الل ه - صلى الله عليه وسلم - قال لبلال لا يفتك صيام يوم الاثنين فإني قد ولدت فيه وبعثت فيه وأموت فيه.

6. كيف كان مبعثه صلى الله عليه وسلم؟
وأول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمر النبوة الرؤيا فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح. قيل وكان ذلك ستة أشهر ومدة النبوة ثلاث وعشرون سنة فهذه الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة والله أعلم . ثم أكرمه الله تعالى بالنبوة فجاءه الملك وهو بغار حراء وكان يحب الخلوة فيه. ما أول ما نزل عليه من القرآن الكريم؟ فأول ما أنزل عليه اقرأ باسم ربك الذي خلق [ العلق 1 ] هذا قول عائشة والجمهور . وقال جابر : أول ما أنزل عليه يا أيها المدثر والصحيح قول ع ائشة ل وجوه أحدها : أن قوله ما أنا بقارئ صريح في أنه لم يقرأ قبل ذلك شيئا . الثاني : الأمر بالقراءة في الترتيب قبل الأمر بالإنذار فإنه إذا قرأ في نفسه أنذر بما قرأه فأمره بالقراءة أولا ثم بالإنذار بما قرأه ثانيا . الثالث أن حديث جابر وقوله أول ما أنزل من القرآن يا أيها المدثر قول جابر وعائشة أخبرت عن خبره صلى الله عليه وسلم عن نفسه بذلك . الرابع أن حديث جابر الذي احتج به صريح في أنه قد تقدم نزول الملك عليه أول ا قبل نزول يا أيها المدثر فإنه قال فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء فرجعت إلى أهلي فقلت : زملوني دثروني فأنزل الله يا أيها المدثر وقد أخبر أن الملك الذي جاءه بحراء أنزل عليه اقرأ باسم ربك الذي خلق فدل حديث جابر على تأخر نزول يا أيها المدثر والحجة في روايته لا في رأيه والله أعلم .

7. ما أول ما نزل عليه من القرآن؟
كان صلى الله عليه وسلم بغار حراء وكان يحب الخلوة فيه فأول ما أنزل عليه اقرأ باسم ربك الذي خلق [ العلق 1 ] هذا قول عائشة والجمهور .

8. ما هو ترتيب الدعوة في حياته صلى الله عليه وسلم؟
المرتبة الأولى : النبوة.
الثانية: إنذار عشيرته الأقربين.
الثالثة: إنذار قومه.
الرابعة: إنذار قوم ما أتاهم من نذير من قبله وهم العرب قاطبة.
الخامسة: إنذار جميع من بلغته دعوته من الجن والإنس إلى آخر الدهر.

9. كيف كانت دعوته صلى الله عليه وسلم للناس؟
أقام صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين يدعو إلى الله سبحانه مستخفيا ثم نزل عليه فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين [ الحجر : 94 ] . فأعلن صلى الله عليه وسلم بالدعوة وجاهر قومه بالعداوة واشتد الأذى عليه وعلى المسلمين حتى أذن الله لهم بالهجرتين .

10. من هو أول من آمن بنبوته صلى الله عليه وسلم؟
لما دعا إلى الله استجاب له عباد من كل قبيلة . فكان حائز السبق صديق الأمة أبا بكر رضي الله عنه . فوازره في دين الله . ودعا معه إلى الله . فاستجاب لأبي بكر عثمان وطلحة وسعد رضي الله عنهم .
وبادر إلى استجابته أيضا صديقة النساء خديجة رضي الله عنها . وبادر إلى الإسلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه . وكان ابن ثمان سنين وقيل أكثر إذ كان في كفالة رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذه من عمه .

11. ما صفته صلى الله عليه وسلم في الإنجيل؟
قال ابن إسحاق : وقد كان - فيما بلغني عما كان وضع عيسى ابن مريم فيما جاءه من الله في الإنجيل لأهل الإنجيل - من صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أثبت يحنس الحواري لهم حين نسخ لهم الإنجيل عن عهد عيسى ابن مريم عليه السلام في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم أنه قال ( من أبغضني فقد أبغض الرب ، ولولا أني صنعت بحضرتهم صنائع لم يصنعها أحد قبلي ، ما كانت لهم خطيئة ولكن من الآن بطروا وظنوا أنهم يعزونني ، وأيضا للرب ولكن لا بد من أن تتم الكلمة التي في الناموس أنهم أبغضوني مجانا ، أي باطلا . فلو قد جاء المنحمنا هذا الذي يرسله الله إليكم من عند الرب وروح القدس هذا الذي من عند الرب خرج فهو شهيد علي وأنتم أيضا ; لأنكم قديما كنتم معي في هذا ، قلت لكم لكيما لا تشكوا ). والمنحمنا بالسريانية : محمد وهو بالرومية البرقليطس صلى الله عليه وآله وسلم .

12. ما أسماء النبي صلى الله عليه وسلم؟
وكلها نعوت ليست أعلاما محضة لمجرد التعريف بل أسماء مشتقة من صفات قائمة به توجب له المدح والكمال ومن أشهرها محمد،وأحمد،والمتوكل،والماحي، والحاشر والعاقب والمقفي ونبي التوبة ونبي الرحمة ونبي الملحمة والفاتح والأمين . ويلحق بهذه الأسماء الشاهد والمبشر والبشير والنذير والقاسم والضحوك والقتال وعبد الله والسراج المنير وسيد ولد آدم وصاحب لواء الحمد وصاحب المقام المحمود وغير ذلك من الأسماء لأن أسماءه إذا كانت أوصاف مدح فله من كل وصف اسم لكن ينبغي أن يفرق بين الوصف المختص به أو الغالب عليه ويشتق له منه اسم وبين الوصف المشترك فلا يكون له منه اسم يخصه .

13. كيف وصفه علي بن أبي طالب رضى الله عنه؟
كان علي بن أبي طالب عليه السلام إذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لم يكن بالطويل الممغط ولا القصير المتردد . وكان ربعة م ن القوم ، ولم يكن بالجعد القطط ولا السبط كان جعدا رجلا ولم يكن بالمطهم ولا المكلثم وكان أبيض مشربا ، أدعج العينين أهدب الأشفار جليل المشاش والكتد دقيق المسربة أجرد شثن الكفين والقدمين إذا مشى تقلع ، كأنما يمشي في صبب وإذا التفت التفت معا ، بين كتفيه خاتم النبوة وهو ( صلى الله عليه وسلم ) خاتم النبيين أجود الناس كفا ، وأجرأ الناس صدرا ، وأصدق الناس لهجة وأوفى الناس ذمة وألينهم عريكة وأكرمهم عشرة من رآه بديهة هابه ومن خالطه أحبه يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم .

14. كيف كانت ملابسه صلى الله عليه وسلم؟
كانت له عمامة تسمى : السحاب كساها عليا وكان يلبسها ويلبس تحتها القلنسوة . وكان يلبس القلنسوة بغير عمامة ويلبس العمامة بغير قلنسوة . وكان إذا اعتم أرخى عمامته بين كتفيه كما رواه مسلم في صحيحه عن عمرو بن حريث قال (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيه ) وكان يلبس في كل موطن ما يناسبه،ولبس القميص وكان أحب الثياب إليه وكان كمه إلى الرسغ ولبس الجبة والفروج وهو شبه القباء والفرجية ولبس القباء أيضا ولبس في السفر جبة ضيقة الكمين ولبس الإز ار والرداء،كان رداؤه وبرده طول ستة أذرع في ثلاثة وشبر وإزاره من نسج عمان طول أربعة أذرع وشبر في عرض ذراعين وشبر .

15. ما غالب لبسه صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟
كان غالب ما يلبس هو وأصحابه ما نسج من القطن وربما لبسوا ما نسج من الصوف والكتان.

16. كيف كان هديه صلى الله عليه وسلم في اللباس؟
كان هديه في اللباس أن يلبس ما تيسر من اللباس من الصوف تارة والقطن تارة والكتان تارة .

17. ما هديه صلى الله عليه وسلم في لبس البرود؟
لبس البرود اليمانية والبرد الأخضر ولبس الجبة والقباء والقميص والسراويل والإزار والرداء والخف والنعل وأرخى الذؤابة من خلفه تارة وتركها تارة . وكان يتلحى بالعمامة تحت الحنك .
موقع السيرة النبوية

18. ما صفة طيبه وعطره؟
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ المِسك فيمسح به رأسه و لحيته و كان صلى الله عليه و سلم لا يردُّ الطيب، رواه البخاري. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه"، ورواه الترمذي في الأدب باب ما جاء في طيب الرجال والنساء، والنسائي في الزينة باب الفصل بين طيب الرجال والنساء، وهو حديث صحيح.
صفحة الشمائل المحمدية

19. ما أحب الألوان إليه صلى الله عليه وسلم؟
كان أحب الثياب إليه البيضاء . وكان صلى الله عليه وسلم لا يبدو منه إلا طيب، كان آية ذلك في بدنه الشريف أنه لا يتَّسِخ له ثوب لا يصيبها الوسخ من العرق أو ما سوى ذلك وكان الذباب لا يقع على ثيابه.
صفحة الشمائل المحمدية

20. ما صفة نعله وخفه صلى الله عليه وسلم؟
كان لنعل رسول الله صلى الله عليه و سلم قِبالان مُثَنَّى شراكهما أي لكلٍ منهما قِبالان ، والقِبال هو زِمام يوضع بين الإصبع الوسطى و التي تليها ويُسمَّى شِسعاً، و كان النبي صلى الله عليه و سلم يضع أحد القِبالين بين الإبهام و التي تليها والآخر بين الوسطى و التي تليها و الشِّراك للسير (أي النعل). وكان يلبس النعل ليس فيها شعر، كما رُؤيَ بنعلين مخصوفتين أي مخروزتين مُخاطتين ضُمَّ فيها طاق إلى طاق. وطول نعله شِبر وإصبعان و عرضها مِمَّا يلي الكعبان سبع أصابع وبطن القدم خمس أصابع ورأسها مُحَدَّد. وكان عليه الصلاة والسلام يقول موصياً الناس: " إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين و إذا نزع فليبدأ بالشمال ".
صفحة الشمائل المحمدية
2) السلطان محمد الفاتح

هو السلطان محمد خان الثاني بن مراد الثاني العثماني فهو السلطان السابع في سلسلة آل عثمان الملقب بالفاتح وأبي الخيرات ولد سنة 833هـ وكان ترتيبه الثاني في أخوته حيث كان يسبقه أخ له اسمه علاء الدين استشهد في ميادين الجهاد .

تربى محمد الثاني منذ نعومة أظافره على معاني البطولة والجهاد والقيادة والصلاح فقد كان أبو السلطان مراد الثاني يربي أبنائه ليكونوا قادة عظام يحملون الراية من بعده , لذلك فإن أباه عهد به لعدد من المربين والعلماء الأفاضل لتربيته على القيم الإسلامية والمعاني الجهادية ولقد لاحظ أبوه أن محمداً به ميل للترف واللهو وأنه لا يستجيب لمعلميه فسأل مراد الثاني عن معلم ومربي يستطيع أن يسيطر على الفتي محمد فقيل له العالم الرباني المولى 'أحمد بن إسماعيل الكوراني' فأحضره مراد الثاني وأعطاه قضيباً ليضرب به محمداً إذا لم يتعلم منه فذهب الكوراني لمحمد ودخل عليه والقضيب بيده فقال له 'أرسلني والدك للتعليم والضرب إذا خالفت أمري , فضحك محمد من ذلك الكلام فضربه الكوراني في ذلك المجلس ضرباً شديداً حتى خاف منه وختم القرآن في مدة يسي رة ثم علمه العلوم الإسلامية وقرأ عليه كتب التاريخ وظهر نبوغ محمد على سائر الأمراء واستطاع أن يتقن ثلاث لغات هي التركية والفارسية والعربية .

حرص السلطان مراد الثاني على الدفع بولده الصغير منذ أن كان في الثانية عشر من عمره للمراكز القيادية ولما رأى مراد من ولده كفاءة وحسن قيادة رقاه إلى مكانة سامية فتنازل عن السلطنة بأسرها ومحمد في الرابعة عشر ودخل مراد في خلوة للتعبد والتأمل ولكن لم يترك مشروعه لإعداد قائد عظيم يتعرض لتيارات الأعداء والمعارضين داخلياً وخارجياً بل ظل يراقب مشروعه عن كثب ليتدخل في الوقت المناسب وبالفعل تدخل مرتين مرة عندما أعلنت أوروبا الصليبية الحرب على العثمانيين لصغر سن سلطانهم فخرج مراد من عزلته وقاد المسلمين لانتصار ساحق على الصليبيين في موقعة فارنا في 28 رجب 852 هـ ثم عاد مرة أخرى لخلوته وترك ولده محمداً سلطانًا على البلاد ثم خرج مرة أخرى عندما حدثت اضطرابات داخلية على يد الجنود الانكشارية الذين استضعفوا سلطانهم وخرج لهم مراد وأدبهم .


- إن أعداد القائد ليست مسألة عفوية تترك لأقدار الله دونما تخطيط وأخذ بالأسباب أو أنها مسألة نبوغ فردي شخصي لفرد يقتحم الصفوف وحده حتى يصل لسدة الحكم والقيادة بل هي عملية شاقة وطويلة تبدأ منذ نعومة الأظافر لتنمية الملكات واكتشاف المهارات وصقل القدرات في عملية متتابعة لتنشئة القائد المرجو .

- إن هذا الإعداد لا يقتصر على الجانب الديني والوازع الإيماني فقط بل هي عملية بناء متكامل لقائد سوف يسوس أمة تعيش حياتها وتحتاج من يصلح لها حياتها كما يحفظ لها الدنيا المليئة بالكثير من المتغيرات والمستجدات التي تحتاج للجمع بين الأصالة والحداثة .

- إن التدريب العملي لوظيفة القائد هي التي سوف تظهر مدى سلامة وجدية المشروع القيادي ومدى صحة النموذج المطروح لذلك فإن البعض إذا كان خارج الولاية لم يبد منه أي شائبة أو ناقصة ولكنه إذا دفع به الأرض الواقع وميادان التجربة تظهر عيوبه وخروقه لذلك فلقد حرص الوالد مراد على اختبار الابن محمد فدفع به أولاً لمنصب الولاية على مقاطعة صغيرة ثم دفع به بعد ذلك لأعلى درجة 'السلطنة' ثم لم يتركه وحده يعاني مرارة التجربة وقسوة الاختبار بل ظل يسانده حتى اشتد عوده .

العالم أحمد بن اسماعيل الكوراني :
الذي تولى تحفيظ محمد القرآن وقراءة الكتب الشرعية وربى محمداً على تعظيم أوامر الله والتزام حدود الشريعة والتقوى والصلا ح وكان هذا المربي الفاضل يمزق الأمر السلطاني إذا وجد به مخالفة للشرع ولا ينحنى للسلطان ويخاطبه باسمه مباشرة ويصافحه ولا يقبل يده لذلك فإنا نجد أثر هذه التربية الصحيحة على محمد فنجده عند ولايته يعظم الشرع وعلماء الدين وأهل الورع والتقى حتى كان أن يقتل أحد أتباعه لأنه قد قام بضرب أحد القضاة ورفض تنفيذ حكم الشرع الذي قضى به هذا القاضي , ونجد أن محمد الفاتح يجعل حاشيته وبطانته وخواصه من العلماء والصالحين وكان لا يسمع عن عالم في مكان أصابه عوز أو إملاق إلا بادر بمساعدته وكان من عادته في شهر رمضان أن يعقد مجلساً بعد صلاة الظهر يحضره العلماء المتبحرين في التفسير فيقوم كل مرة واحد منهم بتفسير آيات من القرآن الكريم ويناقشه باقي العلماء وكان الفاتح يشاركهم في ذلك , ويذكر عنه أنه لما انتصر على زعيم التركمان حسن الطويل وكان هذا الرجل دائم العدوان والغدر والتحالف مع أي ملة ضد العثمانيين أمر الفاتح بقتل الأسرى إلا من كان من أهل العلم والمعرفة مثل القاضي محمد الشريحي الذي خرج مكرها مع الطويل وكان هذا العالم من فضلاء زمانه فأكرمه الفاتح لعلمه رغم عدوانه .

أما المعلم الثاني هو الشيخ محمد بن حمزة الروحي الملقب بأق شمس الدين :
وكان لهذا الشيخ أعظم الأثر في حياة القائد محمد الفاتح حيث رباه على أمرين عظيمين :

1- مضاعفة حركة الجهاد العثمانية .

2- الإيحاء دوماً لمحمد منذ صغره بأنه الأمير المقصود بالحديث النبوي لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش' حتى تشبع فكر محمد على أنه المعني بهذا الحديث وكان أول ما فعله بعد ولايته الإعداد لفتح القسطنطينية وقد كان .

حتى أن أهل التاريخ يقولون أن الشيخ أق شمس الدين هو الفاتح المعنوي للقسطنطينية وهذا الشيخ هو الذي علم الفاتح العلوم العلمية من الرياضيات والفلك والتاريخ وأساليب الحرب وأعطى للفاتح درساً في صغره لم ينساه أبداً يدل على مدى فهم هذا الشيخ لمعنى تخريج وتربية قائد رباني فلقد استدعى الفاتح يوماً ثم قام بضربه ضرباً شديداً بلا سبب وبكى الفاتح بشدة وظل يتذكر تلك الواقعة حتى لما تولى السلطنة أيام أبيه مراد استدعى شيخه أق شمس الدين وسأله بغضب شديد 'لما ضربتني يوم كذا ولم أكن قد فعلت ما استحق عليه الضرب؟' فقال له شيخه : 'أردت أن أعلمك كيف يكون طعم الظلم وكيف ينام المظلوم حتى إذا وليت الأمر لا تظلم أحداً' فما كان من الفاتح إلا أن اعتذر لشيخه وقب ل رأسه ويده .

وعندما أراد الفاتح بعد فتح القسطنطينية أن يعتزل ويتفرغ للعبادة سأل الشيخ أق فقال له الشيخ 'إنك إذا دخلت الخلوة تجد لذة تسقط عندها السلطنة من عينيك فتختل أمورها وما أنت فيه أفضل من دخولك للخلوة والتعبد' وهذا فهم عظيم من هذا المربي الصالح .

وهكذا ربى هذا العالم الرباني تلميذه النجيب ليتولى القيادة على معاني عظيمة وربطه بهدف أسمى يسعى إليه ويوجه إليه كل طاقاته وذلك بالقطع في صالح الأمة بأسرها .


من هو محمد الفاتح:
أحمد تمام




محمد الفاتح أراد فتح روما

شاءت الأقدار أن يكون السلطان العثماني محمد الفاتح هو صاحب البشارة التي بشّر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديثه: "لتَفْتَحُنّ القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش" [مسند أحمد: 4/335].

وانتظر المسلمون ثمانية قرون ونصف قرن حتى تحققت البشارة، وفُتحت القسطنطينية بعد محاولات جادة بدأت منذ عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه (32هـ=652م)، وازدادت إصرارًا في عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في مرتين: الأولى سنة (49هـ = 666م) والثانية بين سنتي (54-60=673-679م)، واشتعلت رغبة وأمل اً طموحًا في عهد سليمان بن عبد الملك الخليفة الأموي سنة (99هـ=719م).. لكن هذه المحاولات لم يُكتب لها النجاح والتوفيق.

نشأة محمد الفاتح

ولد السلطان محمد الفاتح في (27 من رجب 835 هـ = 30 من مارس 1432م)، ونشأ في كنف أبيه السلطان "مراد الثاني" سابع سلاطين الدولة العثمانية، الذي تعهّده بالرعاية والتعليم؛ ليكون جديرًا بالسلطنة والنهوض بمسئولياتها؛ فأتم حفظ القرآن، وقرأ الحديث، وتعلم الفقه، ودرس الرياضيات والفلك وأمور الحرب، وإلى جانب ذلك تعلم العربية والفارسية واللاتينية واليونانية، واشترك مع أبيه السلطان مراد في حروبه وغزواته.

ثم عهد إليه أبوه بإمارة "مغنيسيا"، وهو صغير السن، ليتدرب على إدارة شئون الدولة وتدبير أمورها، تحت إشراف مجموعة من كبار علماء عصره، مثل: الشيخ "آق شمس الدين"، و"المُلا الكوراني"؛ وهو ما أثر في تكوين شخصية الأمير الصغير، وبناء اتجاهاته الفكرية والثقافية بناءً إسلاميًا صحيحًا.

وقد نجح الشيخ "آق شمس الدين" في أن يبث في روح الأمير حب الجهاد والتطلع إلى معالي الأمور، وأن يُلمّح له بأنه المقصود ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم، فشبَّ طامح النفس، عالي الهمة، موفور الثقافة ، رهيف الحس والشعور، أديبًا شاعرًا، فضلاً عن إلمامه بشئون الحرب والسياسة.

تولى محمد الفاتح السلطنة بعد وفاة أبيه في (5 من المحرم 855 هـ=7من فبراير 1451م)، وبدأ في التجهيز لفتح القسطنطينية، ليحقق الحلم الذي يراوده، وليكون هو محل البشارة النبوية، وفي الوقت نفسه يسهل لدولته الفتية الفتوحات في منطقة البلقان، ويجعل بلاده متصلة لا يفصلها عدو يتربص بها.

ومن أبرز ما استعد له لهذا الفتح المبارك أن صبَّ مدافع عملاقة لم تشهدها أوروبا من قبل، وقام ببناء سفن جديدة في بحر مرمرة لكي تسد طريق "الدردنيل"، وشيّد على الجانب الأوروبي من "البوسفور" قلعة كبيرة عُرفت باسم قلعة "روملي حصار" لتتحكم في مضيق البوسفور.

فتح القسطنطينية

وبعد أن أتم السلطان كل الوسائل التي تعينه على تحقيق النصر، زحف بجيشه البالغ 265 ألف مقاتل من المشاة والفرسان، تصحبهم المدافع الضخمة، واتجهوا إلى القسطنطينية، وفي فجر يوم الثلاثاء الموافق (20 من جمادى الأولى 857هـ= 29 من مايو 1453م) نجحت قوات محمد الفاتح في اقتحام أسوار القسطنطينية، في واحدة من العمليات العسكرية النادرة في التاريخ، وسيأتي تفاصيلها في يوم فتحها.. وقد لُقب السلطان "محمد الثاني" من وقتها بـ"محمد الفاتح" وغلب عليه، فصار لا يُعرف إلا به.

ولما دخل المدينة ترجّل عن فرسه، وسجد لله شكرًا، ثم توجه إلى كنيسة "آيا صوفيا"، وأمر بتحويلها مسجدًا، وأمر بإقامة مسجد في موضع قبر الصحابي الجليل "أبي أيوب الأنصاري" الذي كان ضمن صفوف المحاولة الأولى لفتح المدينة العريقة، وقرر اتخاذ القسطنطينية عاصمة لدولته، وأطلق عليها اسم "إسلام بول" أي دار الإسلام، ثم حُرفت بعد ذلك واشتهرت بإستانبول، وانتهج سياسة متسامحة مع سكان المدينة، وكفل لهم ممارسة عباداتهم في حرية كاملة، وسمح بعودة الذين غادروا المدينة في أثناء الحصار إلى منازلهم.

ما بعد الفتح

بعد إتمام هذا الفتح الذي حققه محمد الثاني وهو لا يزال شابًا لم يتجاوز الخامسة والعشرين -وكان هذا من آيات نبوغه العسكري المبكر – اتجه إلى استكمال الفتوحات في بلاد البلقان، ففتح بلاد الصرب سنة (863هـ=1459م)، وبلاد المورة (865هـ= 1460م)، وبلاد الأفلاق والبغدان (رومانيا) سنة (866هـ=1462م)، وألبانيا بين عامي (867-884م=1463-1479م)، وبلاد البوسنة والهرسك بين عامي (867-870هـ=1463-1465م)، ودخل في حرب مع المجر سنة (881هـ=1476م)، كما اتجهت أنظار ه إلى آسيا الصغرى ففتح طرابزون سنة (866هـ=1461م).

كان من بين أهداف محمد الفاتح أن يكون إمبراطورًا على روما، وأن يجمع فخارًا جديدًا إلى جانب فتحة القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية، ولكي يحقق هذا الأمل الطموح كان عليه أن يفتح إيطاليا، فأعدَّ لذلك عدته، وجهّز أسطولاً عظيمًا، تمكّن من إنزال قواته وعدد كبير من مدافعه بالقرب من مدينة "أوترانت"، ونجحت تلك القوات في الاستيلاء على قلعتها، وذلك في (جمادى الأولى 885هـ= يوليو 1480م).

وعزم محمد الفاتح على أن يتخذ من تلك المدينة قاعدة يزحف منها شمالاً في شبه جزيرة إيطاليا، حتى يصل إلى روما، لكن المنيّة وافته في (4 من ربيع الأول 886هـ=3 من مايو 1481م)، واُتهم أحد أطبائه بدس السم له في الطعام، وكان لموته دوي هائل في أوروبا، التي تنفست الصعداء حين علمت بوفاته، وأمر البابا أن تقام صلاة الشكر ثلاثة أيام ابتهاجًا بهذا النبأ.

محمد الفاتح رجل الدولة وراعي الحضارة

لم تكن ميادين الجهاد والحرب التي خاضها محمد الفاتح خلال مدة حكمه التي بلغت ثلاثين عامًا هي أبرز إنجازات محمد الفاتح؛ حيث اتسعت الدولة العثمانية اتساعًا عظيمًا لم تشهده من قبل -وإنما كان رجل د ولة من طراز رفيع، فقد استطاع بالتعاون مع الصدر الأعظم "قرة مانلي محمد باشا"، وكاتبه "ليث زاده محمد جلبي" وضع الدستور المسمى باسمه، وقد بقيت مبادئه الأساسية سارية المفعول في الدولة العثمانية حتى عام (1255هـ=1839م).

واشتهر محمد الفاتح بأنه راع للحضارة والأدب، وكان شاعرًا مجيدًا له ديوان شعر، وقد نشر المستشرق الألماني "ج. جاكوب" أشعاره في برلين سنة (1322هـ=1904م)، وكان الفاتح يداوم على المطالعة وقراءة الأدب والشعر، ويصاحب العلماء والشعراء، ويصطفي بعضهم ويُوليهم مناصب الوزارة.

ومن شغفه بالشعر عهد إلى الشاعر "شهدي" أن ينظم ملحمة شعرية تصور التاريخ العثماني على غرار "الشاهنامة" التي نظمها الفردوسي. وكان إذا سمع بعالم كبير في فن من الفنون قدّم له يد العون والمساعدة بالمال، أو باستقدامه إلى دولته للاستفادة من علمه، مثلما فعل مع العالم الفلكي الكبير "علي قوشجي السمرقندي"، وكان يرسل كل عام مالاً كثيرًا إلى الشاعر الهندي "خواجه جيهان"، والشاعر الفارسي "عبد الرحمن جابي".

واستقدم محمد الفاتح رسامين من إيطاليا إلى القصر السلطاني، لإنجاز بعض اللوحات الفنية، وتدريب بعض العثمانيين على هذا الفن.

وع لى الرغم من انشغال الفاتح بالجهاد فإنه عُني بالإعمار وتشييد المباني الراقية، فعلى عهده أنشئ أكثر من ثلاثمائة مسجد، منها في العاصمة "إستانبول" وحدها (192) مسجدًا وجامعًا، بالإضافة إلى (57) مدرسة ومعهدًا، و(59) حمامًا.

ومن أشهر آثاره المعمارية مسجد السلطان محمد، وجامع أبي أيوب الأنصاري، وقصر "سراي طوب قبو".

لقد كان الفاتح مسلمًا ملتزمًا بأحكام الشريعة الإسلامية، تقيًا ورعًا بفضل النشأة التي نشأها وأثرت فيه تأثيرًا عظيمًا، أما سلوكه العسكري فكان سلوكًا متحضرًا، لم تشهده أوروبا في عصورها الوسطى ولم تعرفه شريعتها من قبل.

3) امنا خديجة بنت خويلد

"لا والله ما أبدلني الله خيرا منها .. آمنت بي إذ كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس .. وواستني بمالها إذ حرمني الناس .. ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء . "محمد عليه الصلاة والسلام
كانت مكة تعيش أيامها كما تعودت أن تعيش .. أيام رتيبة مملة .. وليال أكثر رتابة .. يتحدثون خلالها عما يجري في مجتمع مكة .. أو يرددون أشعار هذا أو ذاك من الشعراء .. وهو يمدح أو يذم كبيرا م ن كبرائهم .. فإذا زاد ضجرهم خرجوا يطوفون حول الكعبة يعظمون ما بها من أصنام. في هذا المناخ نشأ محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .. عرفته مكة .. جميل المحيا .. راجح العقل .. بليغ الكلمات .. قوي الحجة .. أمينا .. صادقا .. متكامل الصفات .. بعيدا تماما عن لهو شباب مكة وعبثهم .. لم يسجد لصنم قط.. والذين اقتربوا منه عرفوا عنه عزوفه التام عما كان يبهر غيره من الشباب، أما حرفته فهو رعي الغنم.. وسمته التفكر الطويل .. والتأمل في كل ما حوله من مظاهر الكون .. السماء وما فيها من نجوم .. والأرض ما فيها من جبال ووديان وسهول..
وذات يوم علم عمه أبو طالب أن خديجة بنت خويلد .. سيدة مكة الثرية الفاضلة والتي رفضت الزواج ممن تقدم إليها من كبار رجالات مكة لأنها خشيت أن يكون الزواج منها طمعا في أموالها، وكانت قد تزوجت مرتين من قبل. علم أبو طالب بأنها تريد من يخرج ليتاجر لها في مالها في الشام وكانت تعطي له "زوجا" من الإبل نظير هذه المهمة .. فعرض عليها أن يقوم بهذه المهمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .. فوافقت السيدة الفاضلة وهي لا تكاد تصدق ما تسمع .. فقد سمعت عن محمد وعفته وطهارته وذكائه وأمانته الكثير .. وقررت أن تعطي ه أربعة من الإبل عن رحلته تلك.. ووافق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم أن يتاجر في مال السيدة خديجة، وأن يسافر إلي الشام في هذه المهمة .. فهو يحب السفر لأن السفر يتيح له أن يخلو إلي نفسه .. وأن يفرغ لتأملاته .. أنه سوف يسير في نفس الطريق الذي سلكه وهو يتجه نحو الشام مع عمه أبي طالب عندما كان صبيا .. حيث أنه سوف يمر على أديرة الرهبان .. وعلى بلاد طالما سمع عنها.. وأرسلت خديجة معه خادمها ميسرة .. واشترى لها محمد وباع .. وربحت تجارته .. بينما عاد ميسرة مبهورا بشخصية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .. الشاب الرزين .. صاحب الفكر العميق .. والكلمات التي تسيل رقة وعذوبة والذي أوتى جوامع الكلم..!
وعاد محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فاستقبلته خديجة باحترام يليق بشخصية بالغة الإبهار .. واستمعت إلي ما يقوله عنه ميسرة بشغف وحب شديدين .. وربما لاحظت صديقتها (نفيسة بنت منية) مدى تعلقها بمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرت خديجة بأنه الشاب المناسب الجدير بالزواج منها. وفهمت نفيسة أن رأيها لقي قبولا عند صديقتها واستأذنتها أن تفاتح محمدا في هذه الرغبة، على أن تكفيه خديجة المال .. وعرض محمد الأمر على ع مه أبي طالب الذي سره ما أقدم عليه ابن أخيه وأمهره عشرين ناقة من ماله .. ويوم الخطبة وقف أبو طالب يلقي خطبة الزواج .. وقال مما قاله: "الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، ونسل إسماعيل وجعل لنا بيتا محجوبا وحرما آمنا وبعد: فإن محمدا ـ ابن أخي ـ شاب لا يوزن به فتى من قريش إلا زاد عليه شرفا وخلقا وعقلا، وأن كان قليل المال فالمال ظل زائل، وله في "خديجة بنت خويلد" رغبة ولها في مثل ذلك، وقد ساق محمد إليها عشرين ناقة مهرا". وفي رواية أخرى أنه أمهرها اثنتي عشرة أوقبة ذهبا.. ورد على خطبةأبو طالب ابن عم خديجة ورقة بن نوفل فقال:
ـ "الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت، وفضلنا على مم عددت فنحن سادة العرب وقادتها، وأنتم أهل ذلك كله .. لا تنكر العشيرة فضلكم، ولا يرد أحد من الناس فخركم ولا شرفكم، وقد رغبنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم، فاشهدوا يا معشر قريش بأني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم".
وتقول الروايات أن عمرها عند تزويجها الرسول كان أربعين عاما وكان عمره خمسا وعشرين سنة.. وهكذا بدأ محمد حياته الجديدة .. فقد توافر له المال الذي يتيح له أن يبتعد عن الانغماس وراء الجري خلفه .. وأصبحت تأملات ه وتفكره في ظواهر الحياة يشغل معظم أوقاته .. أنه يريد أن يستشف ما وراء هذا الكون..
وعندما شرعت مكة في إعادة بناء الكعبة وكان ذلك قبل البعثة بخمس سنوات .. اختلفوا فيمن يكون له شرف وضع الحجر الأسود مكانه .. حسم محمد هذا الصراع عندما احتكمت مكة لمن يكون أول من يدخل بيت الله الحرام .. وكان هذا الشخص الذي ساقته العدالة الإلهية حتى يوقف نزيفا من الدم ما كان ليتوقف لو اندلعت الحروب بين القبائل .. وكان رأيه أن يوضع الحجر الأسود في ثوب، وتشترك كل القبائل في حمل جزء من هذا الثوب .. وقام بوضع الحجر الأسود في مكانه .. وهكذا انتهت هذا الفتنة.
ويقول الرواة أن محمدا في حياته الجديدة، قد سعد بالاستقرار العائلي .. فخديجة سيدة موفورة العقل .. وعلى جانب كبير من الثراء .. وكان حبها لمحمد دافعا له أن توفر له ما يمكن أن يسعد الرجل .. ثم رفرفت السعادة على الدار عندما أنجبت "القاسم" .. وبعد عام وضعت "زينب" .. غير أن القاسم مات بعد سنة ونصف من عمره..! وصبرت خديجة .. وصبر محمد لفقد القاسم .. غير أن خديجة أرادت أن تسري عن الرسول فوهبته أحد مواليها (زيد بن حارثة) وكان زيد قد سرقه البعض، وباعه في سوق عكاظ، واشتراه لخديجة ابن أخي ها (حكيم بن حزام) .. وقد شعر هذا الغلام بحب محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .. فآثره على الجميع حتى أن أهله عندما استدلوا عليه رفض العودة إليهم ليعيش عيشة الأحرار، مؤثرا البقاء بجانب محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. وعندما رأى محمد هذا الإخلاص من زيد أشهد الناس أن زيدا بمثابة ابنه وقال لهم:
ـ "يا من حضر من قريش وسائر العرب أشهدكم أن زيدا ابني يرثني وأرثه، وأنه حر أمره بيده"!
ومن هذه القصة نرى مدى الرحمة والعطف والتكامل في شخصية أعظم من سارت له على الأرض خطى. وكان محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يتردد على غار حراء .. يطيل التأمل والتفكير .. فما أكثر ما سأل نفسه عن السماء .. وعن الأرض .. وما رواء كل هذا الكون المنسق البديع .. وما كنه هذه القوة العظمة التي تدبر أمور الكون..! وشفت روحه حتى أن ما كان يراه في منامه يتحقق في الواقع .. ثم أخذ يرى أشياء غريبة عندما يخلو إلي نفسه .. فهو يرى نورا أو يسمع صوتا .. ولا يدري لذلك سببا .. حتى خشي على نفسه أن يكون قد ألم به شيء! أو يكون ذلك وسوسة من الجن، وعندما كان يعرض ما يراه .. وما يسمعه على زوجته العظيمة تقول له وهي تهدئ من روعه:
ـ "معاذ الله، ما كان الله ليفعل ذلك بك، فوالله إنك لتؤدي الأمانة، وتصل الرحم، وتصدق الحديث فلا تقترب منك الشياطين"!

وتمضي الأيام ..
وبينما هو في غار حراء .. إذ هبط عليه جبريل ليخبره أنه مبعوث الله إلي خلقه .. وأنه خاتم الأنبياء، ثم أخذ يقرئه أول ما نزل من القرآن الكريم" : اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم". ورأى جبريل وهو يرتفع بعدها إلي السماء.. وعاد محمد صلى الله عليه وسلم إلي منزله خائفا يرتجف .. وعندما قص على خديجة ما سمعه وما رآه قالت له:
ـ أبشر يا ابن العم واثبت، فوالله أني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة. وذهبت خديجة إلي ابن عمها ورقة بن نوفل لتقص عليه ما قاله لها محمد .. وما كان من ورقة إلا أن صمت قليلا ثم أخذ يقول: قدوس .. قدوس. والتفت إلي خديجة وقال لها:
ـ لئن كنت صدقتني يا خديجة لقد جاءه الملك الأكبر الذي كان يأتي موسى فقولي له فليثبت ولا يخشى شيئا". وعادت خديجة .. لترى زوجها وقد تصبب العرق على وجهه بعد أن أفاق من نومه .. فقد جاءه الوحي .. وكانت كلمات الوحي:
"يا أيها المدثر. قم فأنذر، وربك فكبر، وثيابك فطهر، والرجز فاهجر، ولا تم نن تستنكر ولربك فأصبر".
ولم يعد الأمر تخيلات .. أنه واقع جديد .. وأنه نبي هذه الأمة حقيقة لا شك فيها .. وأنه مبلغ رسالة خالدة خلود الحياة .. وبأن هذه الرسالة ستغير المسار الإنساني في الكون كله .. وليس في مكة وحدها .. ولم يعد هناك سوى تبليغ هذه الرسالة .. مهما كانت المصاعب التي سوف يصادفها .. وأن محمدا ليعرف معرفة اليقين أن الأمر ليس سهلا ولا هينا .. فأناس عاشوا على تقديس ما كان يعبد الأباء والأجداد من الصعب عليهم أن يصدقوا من جاء يقول لهم اعبدوا الله وحده لا شريك له .. وذروا عبادة الأصنام التي لا تنفع ولا تضر.. ومحمد يعرف تمام المعرفة أن هناك من سيحارب الدعوة لا لوضوحها ولا لصدق مبلغها ولكن حقد وكراهية أن يرتفع إنسان بالنبوة إلي مكانة تسمو على مكانة علية القوم في مكة..!
وهو يعلم تماما أن عقولا درجت على تقديس قيم وعادات بالية لا يمكن لهم بسهولة أن يستبدلوا بها فكرا جديدا .. وعقيدة جديدة .. محمد صلى الله عليه وسلم بذكائه الحاد يعرف كل ذلك ويعرف أن الطريق صعب للغاية .. فيقول لزوجته العظيمة:
ـ "قد انتهى يا خديجة عهد النوم والراحة، فقد أمرني ربي أن أنذر الناس، وأن أدعوهم إلي عبادة إله واحد .. فمن ذا أد عو ومن ذا يجيب؟!!". وكانت خديجة أول من آمنت به من النساء .. وعندما سمع ورقة بن نوفل من الرسول صلى الله عليه وسلم ما رأى من أمور الوحي قال له:
ـ والله الذي نفسي بيده أنك لنبي هذه الأمة".
ثم قال له:
ـ ليتني أعيش لأنصرك حين يعاديك قومك ويخرجونك من بلدك!! ويدهش خاتم النبيين وهو يقول له:
ـ أيخرجونني من مكة؟!
قال له ورقة: ما جاء نبي برسالة من عند ربه مثل ما جئت به إلا عاداه قومه وأخرجوه من بلده .. ولئن أدركت هذا اليوم لأنصرنك نصرا مبينا!
وتمضي الأيام ..
تعلم قريش بالدعوة .. ولكنها لم تأبه بها في أول الأمر، فقد ظنوا أن الأمر لا يعدو أن تكون دعوة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم مثل الدعوات التي سبقته من أناس نبذوا عبادة الأصنام .. وعبدوا الله على دين النصارى .. أو تحدثوا في الحكمة من أمثال قيس بن ساعدة وأمية ابن الصلت وورقة بن نوفل .. ولكن ما كادت تمضي السنوات الثلاث الأولى من نزول الوحي حتى جاء الأمر الإلهي بأن يجاهر بالدعوة .. وأن يبدأ بعشيرته الأقربين.
ـ"وأنذر عشيرتك الأقربين، واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين. فإن عصوك فقل إني برئ مما تعملون"
ودعا محمد عشيرته إلي طعام في من زله .. وبعدها قال لهم:
ـ ما أعلم إنسانا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به .. فقد جئتكم بخيري الدنيا والآخرة .. وقد أمرني ربي أن أدعوكم إليه فأيكم يؤاذرني على هذا الأمر؟
ولكن أهله انصرفوا مستهزئين بما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم .. وبعد ذلك بأيام صعد النبي عليه الصلاة والسلام وجمع أهل مكة يعرض عليهم الإسلام .. فلما التف حوله الناس وسمعوا من الرسول ما سمعوا صاح به عمه أبو لهب:
ـ تباً لك سائر هذا اليوم ألهذا جمعتنا؟!
ونزل قوله تعالى: "تبت يدا أبى لهب وتب، ما أغنى عنه ماله وما كسب. سيصلى نارا ذات لهب".
وبدأ الصراع بين قوى الشرك وبين دعوة الرسول الخاتم .. وخديجة رضي اله عنها تؤازر النبي بكل ما تملك من طاقة ومال .. وصدق الرسول العظيم عندما قال لأم المؤمنين خديجة .. وقد تهيأ لنشر نور الله:
ـ "انقضي يا خديجة عهد النوم والراحة، فقد أمرني جبريل أن أنذر الناس وأن أدعوهم إلي الله وعبادته، فمن ذا أدعوه؟ ومن ذا يستجيب لي؟ فما كان من خديجة العظيمة إلا أن ثبتت فؤاده .. ووقفت بجانبه .. لم تتخاذل .. ولم تجد مبررا يبعدها عن مجابهة طغيان مكة وعبثها مع زوجها العظيم .. أنها تعلم علم اليقين أن محمدا ا لصادق الأمين .. الذي لم يعرف عنه أحد من الناس خيانة لعهد، أو عبادة لصنم، أو حنثا في يمين .. لا يمكن لمثل هذا الإنسان الكامل في شمائله .. الذي لم يكذب على الناس، أن يكذب على الله.. من هنا فقد كرست حياتها للدفاع، عما يدعو إليه خاتم رسل الله .. وأخذت الدعوة تشق طريقها عندما أسلم أبو بكر من الرجال وعلى ابن أبي طالب من الأطفال، وبإسلام أبي بكر دخل الإسلام بعض أصدقائه ممن لهم مكانة في مكة من أمثال عثمان بن عفان .. وعبد الرحمن بن عوف .. وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة بن الجراح.. وإذا بمكة تثور ثائرتها.. وإذا بها تعلن حربا لا هوادة فيها على هذه الدعوة، وتعذب المستضعفين من المسلمين .. وإذا بشهداء يتساقطون (كياسر) وزوجته سمية .. وبينما يزداد طغيان أهل الكفر وعنادهم دخل في الإسلام شخصيات جديدة .. وأصبحت الدعوة نورا يبدد ظلمات الجهل والجاهلية .. زاد الطغيان .. كلما زاد النبي وصحابته تمسكا بالإيمان.. وجن جنون مكة .. وظهر الحسد واضحا في تصرفات سادتها فبعد أن عرفوا أن ما يدعو إليه محمد يرفع من القيم الإنسانية .. ويهدي إلي التي هي أقوم .. ولم يعد هناك خلاف حول ما يدعو إليه .. فهو يدعو إل ي الطهر والاستقامة والبعد عن الفحشاء والمنكر .. وهذا ما يتطلبه الإيمان بالله الواحد الأحد الذي خلق كل هذا الوجود .. لم يعد في استطاعتهم إنكار ما جاء به من بيان واضح ورؤية واضحة .. فعمى الحقد والحسد قلوبهم .. حتى أن الوليد بن المغيرة قال: أينزل القرآن على محمد وأترك أنا كبير قريش وسيدها، ويترك أبو مسعود عمروا بن عمير الثقفي سيد ثقيف ونحن عظيما القريتين وينزل قوله تعالى: "وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم، أهم يقسون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا"
.. وقال أبو جهل هو يعبر عما يمتلئ به قلبه من حسد: تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف .. أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا .. وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تحاذينا الركب وكنا كفرسي رهان قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك مثل هذه؟ والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه؟! ومن هذا الكلام يتضح مدى عداوتهم للدعوة الجديدة بدافع من الغيرة والحسد، أن يأتي من بني هاشم نبي، فيزدادوا شرفا بهذه النبوة، وتسمو مكانتهم على مكانتهم!!
شقت الدعوة طريقها رغم الحصار .. والتعذيب .. والسخرية من الداعي والدعوة .. ويشت مكة تماما من أن تثني محمدا عن عزمه . . وكانت أم المؤمنين خديجة بجانبه .. ترعى أولاده، وتسهر على راحته .. وكانت قد رزقت منه قبل المبعث بالقاسم الذين مات صغيرا .. وزينب ورقية وأم كلثوم، وفاطمة، وجاء "عبد الله" بعد المبعث ومات بعد فترة قصيرة.. وقد تزوجت "زينب" بنت الرسول أبا العاص بن الربيع .. وهو ابن أخت خديجة .. كما أن "عتبة وعتيبة" ابني أبي لهب كانا قد خطبا ابنتي الرسول الكريم (رقية وأم كلثوم) وهناك روايات تقول أنهما تزوجا من كريمتي الرسول وأرغمتها أمهما أم جميل على تطليقهما عندما نادى الرسول بالإسلام .. وهناك من يقول أنهما خط
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
vegeto
عضو جديد
عضو جديد
vegeto


كلمتك للاعضاء : حٍّيَآكَمً آللهٍَ فْيَ آلمنتدى
عدد المساهمات : 46
تاريخ التسجيل : 11/05/2011

[ شخصيات اسلاميه ]] Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ شخصيات اسلاميه ]]   [ شخصيات اسلاميه ]] Emptyالأربعاء مايو 11, 2011 3:42 pm

يسلموو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
[ شخصيات اسلاميه ]]
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شخصيات إسلامية
» مواعظ اسلاميه يارب تنال اعجابكم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبابيك :: اســـلامـــيـــات ::   :: قسم الاسلامي العام-
انتقل الى:  
جميع الحقوق محفوظه لـ شبكه شـبـابـيـكـ - Copy Rights Reserved 2011